الثلاثاء، 20 جويلية 2010

سيّد قطب ونظرية التصوير الفني (3)

الفصل الثاني : ما المقصود بالتصوير الفني في فنّ النقد الأدبي[1]

تعريف الصورة في اللغة:

تستعمل مادة (ص و ر) في معانٍ عدّة مختلفة ومتباينة حتى قال ابن فارس (395هـ) : "وليس هذا الباب بباب قياس ولا اشتقاق اهـ"

فهي تطلق على الخلق والشكل والنوع والصفة والحقيقة ....ومعانٍ أخرى كثيرة لكن تبقى أهمها بالنسبة لموضوعنا هذا : التمثال والتمثّل والوهم والتوهّم لما لهما من علاقة وطيدة بالمفهوم الاصطلاحي يقال تصوّرت الشيء إذا مثـّلت صورته وشكله في الذهن وتوهمته فيه [2]

الصورة في القرآن الكريم :

وردت مادة (ص و ر) ستّ مرات في القرآن الكريم مرتين بصيغة الفعل الماضي، الأول: (صوركم) في قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (غافر:64)

الثاني : (صورناكم) في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) (لأعراف:11(

ومرة بصيغة اسم الفاعل (المصور) كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر:24)

ومرة بصيغة الفعل المضارع (يصوركم) في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:6)

ومرة بصورة الجمع (صوركم) في آية سورة "غافر" السابقة، ومرة بصيغة المفرد )صورة) في قوله تعالى: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار:8(

ومجمل كلام المفسرين أنّ هذه الألفاظ تدور حول معنى الخلق والإيجاد والتركيب والشكل والهيئة والصفة ولكن ما ينبغي تسجيله ها هنا أنّ التشكيل والتصوير مرحلة مباينة وتالية للخلق إذا أرِيد بهما معان مختلفة , ولعل التصوير في غالب استعماله متعلق بصفات زائدة على مطلق الآدمية من ذكورة وأنوثة وحسن وقبح وسعادة أو شقاء[3]

تعريف الصورة في الاصطلاح:

إنّ المتتبع لتعريفات الصورة الفنيّة المتداولة بين المفكرين والأدباء والنقاد والمنتشرة في الكتب والبحوث والدراسات الأدبية والبلاغية يأخذه العجب من تعددها وكثرتها أوّلا ومن تباينها واختلافها ثانيا ؛ حتى ليصعب على الواحد منّا أنْ يقف على المعنى الحقيقي والمفهوم القاعدي (المبدئي) للصورة الفنية من خلال هذه التعريفات فقط

يقول الأستاذ إبراهيم أمين الزرزموني "يكاد يكون هناك إجماع على صعوبة إيجاد تعريف شامل للصورة..."[4]

ويقول الأستاذ علي علي صبح :" فالوصول لمعنى الصورة ليس باليسير الهين، ولا السهل اللين، ومن قال ذلك، فقد احتجبت عنه أسرار اللغة وجمالها المكنون المستسر، وروحها المتجددة النامية، وليس لها – كما عند المناطقة – حدود جامعة، ولا قيود مانعة"[5]

ولعلّ صعوبة إيجاد تعريف على طريقة المناطقة تتحدد من خلاله مهية الصورة وأركانها وما يندرج في مسماها وما لا يندرج فيه تعود إلى عوامل شتّى وأسباب عدّة نذكر ها هنا بعضها على وجه الإجمال والاختصار:

ü تعلق الصورة بالأدب وهو علم دائم التطوّر ولا يلغي فيه الجديدُ القديمَ بل يتعايشان معا ممّا يصعِّب علينا تعريف الصورة في محفل هذا الزخم المتجدد والمتطوّر

ü للصورة روافد متعددة وارتباطات متشابكة وطبيعة مرنة تأبى التحديد والتعيين

ü تتعلق الصورة أكثر ما تتعلق بالشعر , وقد عجز القوم رغم المحاولات الدائمة والمستمرة لتقنينه وضبطه لأنّه يخضع أغلبه لذاتية الشاعر وفرديته ...

ü غالب من انتبذ لتعريف الصورة إنّما نقل تعريفات النقاد والأدباء الغربيين بألفاظ فضفافة ومجملة لا تصلح للتحديد والبيان , أو أنّه حاول تطبيق تلك التعريفات الغربية على النصوص العربية دون مراعاة الخصوصية العربية ....

هناك تعريفات عدّة نختار منها ما يلي :

1. الدكتور علي البطل في (الصورة الفنية في الشعر العربي حتى آخر القرن الثاني الهجري , دار الأندلس بيروت 1983 م ص30) :"تشكيل لغوي مكوّن من الألفاظ والمعاني العقلية والعاطفة والخيال"

2. الدكتور عبد القادر الرباعي جامعة اليرموك في (الصورة الفنية في شعر أبي تمام , إربد , ص14) " مظهر خارجيُُ جلبه الشاعر أو الكاتب ليعبر به عن دوافعه وانفعالاته"

3. وقيل (studies in poetry , Doubleday ,NF,p48) " هي استرجاع ذهني لـمُحس"

4. وقيل (Pattern in poetry, Brown and Milstead, p61 )" هي كل ما تقوى على رؤيته أو سماعه، أو شمه، أو لمسه، أو تذوقه "

5. أو هي كما قال الدكتور مصطفى ناصف في (الصورة الأدبية , دار الأندلس بيروت 1983م ص3) "الشكل المُحَسُّ في العبارات والألفاظ"[6]

6. للكاتب نفسه "هي منهج فوق المنطق لبيان حقيقة الأشياء" (ط3 .ص8) علّق الأستاذ البصير على هذا التعريف بقوله : "فهو يحاكي مرة رأي الآخرين، ثم يصطفي لنفسه رأياً من وحي السرياليين واللامعقولين الأوربيين، ويقرر أن الصورة الأدبية منهج فوق المنطق لبيان حقيقة الأشياء، ويقين أن هذا القرار في تحديد طبيعة الصورة الفنية أغرب من الغريب؛ إذ كيف يكون لما فوق المنطق منهج؟ وكيف يتمكن هذا المنهج العائم فوق المنطق من بيان حقيقة الأشياء؟ أليست حقيقة الأشياء منطقية، وأن الأشياء لا تعزز إلا ما هو منطقي"[7]

7. علي علي صبح في (الصورة الأدبية تاريخ ونقد , دار إحياء الكتب العربية , القاهرة [د.ت] ص149) : "الصورة الأدبية هي التركيب القائم على الإصابة في التنسيق الحي لوسائل التعبير التي ينتقيها وجود الشاعرأعني خواطره ومشاعره وعواطفه – المطلق من عالم المحسات ليكشف عن حقيقة المشهد والمعنى في إطار قوي تام محس مؤثر على نحو يوقظ الخواطر والمشاعر في الآخرين"

8. محمد حسن عبد الله في (الصورة والبناء الشعري , دار المعارف القاهرة [د.ت] ص32) : "صورة حسية في كلمات، استعارية إلى درجة ما، في سياقها نغمة خفيضة من العاطفة الإنسانية، ولكنها أيضاً شُحنتمنطلقة إلى القارئ – عاطفة شعرية خالصة، أو انفعالاً"

9. R.A.Fokz وارتضاه الأستاذ محمد حسن عبد الله (ص32) : "علاقة – وليست علاقة تماثل بالضرورة – صريحة أو ضمنية بين تعبيرين أو أكثر، تقام بحيث تُضفي على أحد التعابير – أو مجموعة من التعبيرات – لوناً من العاطفة، ويكثف معناه التخيلي، وليس معناه الحرفي دائماً، ويتم توجيهه، ويُعاد خلقهإلى حد ما – من خلال ارتباطه، أو تطابقه مع التعبير، أو التعبيرات الأخرى" وبيّن الأستاذ محمد حسن ميزات هذا التعريف بقوله:

· يتجنّب آليات المصطلحات ويقترب من الشعر ذاته

· ينصب اهتمامه على العلاقة بين التعبيرات أكثر من التعبيرات ذاتها

· يركز على فاعلية التأثير والعاطفة

· يتجاوز حدود الاستعارة والتشبيه إلى التجسيم والتشخيص والوصف (ص37 )

10. عبد القادر الرباعي في (الصورة الفنية في النقد الشعري دراسة في النظرية والتطبيق , دار العلوم للطباعة , الرياض ط1 1989م . ص9) "والصورة ابنة للخيال الشعري الممتاز الذي يتألف – عند الشعراء – من قوى داخلية تفرق العناصر وتنشر المواد ثم تعيد ترتيبها وتركيبها لتصبها في قالب خاص حين تريد خلق فن جديد متحد منسجم00 والقيمة الكبرى للصورة الشعرية في أنها تعمل على تنظيم التجربة الإنسانية الشاملة للكشف عن المعنى الأعمق للحياة والوجود المتمثل في الخير والجمال من حيث المضمون والمبنى بطريقة إيحائية مخصبة"

هذه جملة من التعريفات يستطيع المطّلع عليها التأكد من تعددها وتباينها وصعوبة الجمع بينها حتى ليكاد يشعر الواقف عليها أنها تُعَرِّف أشياء متعددة ومختلفة لا مُعَرَّفا واحدًا.

وسنعتمد من هذه التعريفات ما يوافق ما ذهب إليه سيد قطب عليه رحمة الله لأنّه موضوع بحثنا ــ لا غير ــ

وهي التعريفات التي تعرِّف الصورة في حدود الظلال الحسية المشاهدَة أو المتخيَّلة التي تُشِّعُها العبارات والمعاني ــ المجردة ــ مجتمعة

ثانيا : بداية ظهور هذا الاصطلاح

حديثنا في هذا المطلب عن الاصطلاح لا معناه وتطبيقاته التي سبقت ظهور المصطلح بكثير خاصة في تراثنا العربي كما سيأتي بيانه في محلـّه ...

ظهر هذا الاصطلاح في مناهج النقد الغربية المعاصرة The artistic imagery بداية القرن الماضي ولكن الدراسات الأولى التي تناولته ترجع إلى وسطه إلى عقد الأربعينات ولعلّ أوّلها (الصورة الفنية عند شكسبير وما تُنْبِئُنا به) (Shakespeare's imagery and what it tell us) لكارولين إسبيرجن (Caroline Spurgeon) تلتها دراستين تناولت الأديب ذاته الأولى : (خيال شكسبير) والمقصود بالخيال ها هنا الصورة الفنية (Shakespeare Imagination) لإدوارد آرمسرونج

الثانية : (تطور الصورة عند شيكسبير) (The development of Shakespeare's Imagination )

أما في الأدب العربي فلعل رائد هذا النوع من النقد هو بلا أدنى شكّ سيد قطب رحمه الله وإن حاول الكثير من المفكرين والأدباء لدواعي فكرية وسياسوية نسبة هذا الفضل لغيره ,

ولا يعذر من هؤلاء إلاّ من يرى أنّ سيد استعمل هذا الاصطلاح في حدود ضيقة جدًّا لم تُلم وتحيط بجميع حيثيات الصورة الفنية[8] فهو لا يتجاوز بها ـ كما تقدم ذكره ـ الظلال الحسية التي تشعها العبارات والمعاني ...

تكلّم سيد عن دور الصورة في النقد الأدبي في كتابه (النقد الأدبي أصوله ومناهجه) في جوان 1948م بل بشّرَ كما قال الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي[9] في هذا الكتاب بنظريةٍ جديدة في النقد الأدبي هي "نظرية الصور والظلال" وهذا الذي وقع فبحلول عقد الخمسينات بدأ هذا الاتجاه يتبلور وبدأت هذه النظرية تأخذ حقها من الاهتمام والدراسة حتى صارت أهم مباحث النقد الأدبي العربي المعاصر[10]

لكن قبل ذلك ينبغي تسجيل محاولات بعض النقاد وعلى رأسهم الدكتور محمد غنيمي هلال بمقالاته حول (الصورة الشعرية في المذاهب الأدبية الكلاسيكية الرومنتيكية والبرناسية)

وكذا الدكتور عز الدين إسماعيل في مقالات جمعها فيما بعد في باب خاص في كتابه (التفسير النفسي للأدب)

أما الدراسة الأكاديمية الأولى والتي نال بها صاحبها قصب السبق في التنظير لهذه النظرية الجديدة في النقد الأدبي فهي (الصورة الأدبية) لصاحبها الدكتور مصطفى ناصف نشرت لأوّل مرة سنة 1958 بدار مصر للطباعة...ثم تتابعت بعد ذلك الدراسات والبحوث التي سنخصص لأهمها مطلبا في آخر هذا الفصل

ثالثا : أركان الصورة

من خلال التعريفات المتقدمة يتبيّن لنا أنّ الصورة تتمثل في ركنين اثنين لا تُتَصور بدونهما

1. المحمل : أو منبع الصورة ونقصد به العبارات والألفاظ التي تمثل تأليف الأديب بما في ذلك المعنى الأصلي المجرد وعاطفته ...وهي الجانب المتعلق بالكاتب وهو جانب ثابت موّحد لا يتغير بتغير القراءة وتعددها

وقد حدّد الأستاذ علي علي صبح في (الصورة الأدبية تاريخ ونقد ) عناصر المحمل فيما يلي :

أ‌- اللفظ الفصيح الذي يتناسب مع الغرض والعاطفة

ب‌- الخيال بألوانه الخلابة كالاستعارة والتشبيه والكناية

ت‌- الموسيقى بأنواعها (النغم)

ث‌- النظم والتأليف سواء أقام على الحقيقة أو على الخيال

ج‌- العاطفة

2. المظهر : ونقصد به الخيال المُحَسّ المتمثل في المشاهد المرئية والمسموعة والإيقاع المصاحب للنّص (السرعة والبطء) والشعور الموازي له (خوف, أمل , رجاء , غضب .......)يمكننا القول أنّه جوهر الصورة وركنها الركين لهذا يطلق البعض اصطلاح الصورة عليه إمّا مجازا (من إطلاق البعض وإيراد الكلّ) أو لأنّه محلّ البحث والجمال الفني المقصود هاهنا

وهو الجانب الخاص بالمتلقي يتـّسم بعدم الثبات فهو يتبدل ويتغير بتغير ذات القارئ أو ظروفه ... وعناصره عند الأستاذ علي علي صبح هي :

أ‌- الحجم

ب‌- الموقع

ت‌- الشكل

ث‌- اللون

ج‌- الطعم

ح‌- الحركة

خ‌- الرائحة

رابعا : شروط التصوير الفني

1) " ألا تكون برهانية عقلية , لأنّ الاحتجاج يميل إلى التصريح الذي ينتفي معه الإيحاء والخفاء النسبي الذي يزيد الصورة قوة وعمقا"

2) الإيحاء المتعلق بالخيال عند المصدر(الشاعر والكاتب...)

3) ربط الجانب الحسي بشعور المصدر وفكره في الموقف

4) إذا كانت متكونة من عدّة صور جزئية فلا بدّ أن تجتمع وتتّحد عضويا لتتسق والصورة العامة , كما يشترط في هذا النوع من الصور المركبة التسلسل أو الترابط بين جزئياته

5) أن تكون الصورة عميقة في نفس صاحبها منصهرة في تجربته

6) التكافؤ والموازنة (الملائمة) بين اللفظ والمعنى

خامسا : أنماط الصورة الفنية وأنواعها

إنّ أوّل الصور الفنية تبدأ بالتشبيه البسيط لترتقي بحسب المقامات إلى أكثرها تعقيدا , صورا يلتمس فيها المتلقي بذوقه المرهف ما لا يلتمسه بحواسه كبعض الروائح العبقة أو بعض الأصوات العذبة والمشاهد والمواقف المتناهية في التأثير والرقـّة ...

وقد جعلها الأستاذ نصرت عبد الرحمن أربع أنواع في كتابه (الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث , مكتبة الأقصى ,عمان ط2 1982م ص13 وما بعدها)

1. الصورة التقريرية , وهي التي لا تحوي تشبيها أو مجازا

2. الصورة التشبيهية , وهي التي يتجسم فيها المعنى على هيئة علاقة بين حدين

3. الرمز الأيقوني , وهي التي تدلّ على صورة مادية بينهما علاقة تشابه

4. الاستعارة , "ويبدو أنها واكبت البشر من الاعتقاد إلى المجاز"

سادسا : الصورة بين الحقيقة والمجاز

النقاد متفقون على عدم اختصاص التصوير بالعبارات المجازية بل قد تقوم الصورة الفنية الجميلة الخلابة على عبارات وألفاظ حقيقية لا مجاز فيها وقد مثـّل أكثرهم ببيتين لذي الرمّة مصورا حالته النفسية :

عشيّة ما لي حيلةٌ غير أنّني بِلقْطِ الحصى والخطـُّ في التُرْبِ مولِعُ

أخُطّ وأمحو الخطّ فم أعيدهُ بـــكــفّي والغــربـــانُ في الـدار وقــّعُ

سابعا : الصورة بين الذاتية والموضوعية

يغلب على التصوير الذاتية نعم نظرا لتعلقها بمشاعر الكاتب وخياله ولكن هذا لا يمنع من وجود صور موضوعية لها علاقة بالمجتمع ككلّ أو بالإنسان من حيث كونه إنسانا ... يقول الأستاذ الدكتور حسن عجب الدور في (الصورة الفنية معيارا نقديا) " الصورة الفنيّة قد تكون موضوعية معبرة عن مشاعر وحالات نفسية، وأفكار عامة، أي معبرة عن نفوس المجتمع ومشاعره ، ومصورة حالاته خيرها وشرها، حلوها ومرها. وفي هذه الحال يختفي شخص الشاعر وراء الصور، ولا تبدو للعيان مباشرة، وقد تكون الصورة ذاتية جاء بها الأديب ليعبر بها عن حاله الخاصة. ويكون تأثير الخيال فيها أوضح من سابقتها. وما دام الخيال يغلب على هذا الضرب من الصور فإنّ إحساس الشاعر بنفسه يكون أقوى من إحساسه بمجتمعه."

ثامنا : الفرق بين الصورة الفنية والواقعة الحسية

قد يسأل السائل إذا كانت صورةُ الحادثةِ أو الموقفِ ظرفا ـ زمانيا ومكانيا ـ ومشاهدَ مرئية وشخصيات متحركة ـ فاعلة ومتفاعلة ـ وأصوات مسموعة بل وروائح مشمومة وملموسة فما الفرق بينها وبين ذات الحادثة أو ذات الموقف ؟

فرق بيّن بين الصورة الفنية للحادثة وبين الحادثة في الحقيقة والواقع فالصورة مصبوغة بصبغة جمالية فنية وهي تعبير عن مكنون الحادثة مخبرة عمّا تخفيه الحقيقة كاشفة عن ملابسات وحيثيات لا يبوح بها الواقع

فالحجر الصغير يسقط من شاهق ويحدث دويّا ...حدثا عاديا ...لكن شكل هذا السقوط وزمنه وقرع صوته قد يأخذ بالتصوير أبعادا جمالية في منتهى الحسن وأفاقا فلسفية في غاية

تاسعا: فوائد التصوير الفني وأهميّته

لقد بلغت الصورة في النقد الأدبي من الفوائد العظيمة والأهمية الجسيمة أن صارت محفل النقاد وشغلهم الشاغل لا يستحسن نصُّ ولا يستهجن إلاّ وفقها واعتمادا عليها ...

ولا نزيد في هذا المطلب على سرد بعض فوائدها ومكامن أهميتها في شكل نقاط محدّدة ومختصرة :

1) الصوّر بخلاف المعاني المجردة دائمة الحركة والتفاعل والتأقلم مع مختلف الظروف (المكان والزمان)

2) بالصوّر يتمّ التعبير عن كثير من المعاني بقليل من الألفاظ

3) الإيحاء بالمعنى أبلغ من حيث الجمال والبيان من التصريح به وهو أدعى إلى الاهتمام والاحتفال به

4) في الصورة تُسلّط الأضواء على المعاني بأكثر من الألفاظ (من حيث وسائل بيانها) بخلاف المعنى المجرد فهو حبيس اللفظ لا يتأدى إلاّ به

5) التفاعل بين المتلقي والمعنى

6) نقل الحالات الشعورية أو الكثير منها على الأقلّ لا يتأتى إلاّ من خلال التصوير

7) أسلوب التصوير يشدّ انتباه المتلقي أكثر من المعاني المجردة لما فيها من الطرافة والنكت والمتعة

8) الصورة تمنح الأدب الحياة والجدّة والحركة فهي تبثّ الحياة وتنبضها في الجوامد وتعطي الشيء المألوف المعتاد والمعروف جدّةٌ لا تعطيها له المعني المجردة

9) قد يدرك المتلقي من خلال الصور ما لا يدركه المصدر نفسه

10) وصول فكرة وتجربة المصدر للمتلقي من خلال الصور أوكد وأبلغ منه بالمعنى المجرد لأنّ المتلقي يشارك في إيجاد هذه الصور وصياغتها بخلاف المعاني المجردة التي لا ناقة له فيها ولا جمل

11) " إنّ المعاني في الطريقة الأولى (المجردة) تخاطب الذهن والوعي , وتصل إليهما مجردة من ظلالها الجميلة . وفي الطريقة الثانية (التصوير) تخاطب الحسّ والوجدان , وتصل إلى النفس , من منافذ شتى : من الحواس بالتخييل . ومن الحس عن طريق الحواس , ومن الوجدان المنفعل بالأصداء والأضواء . ويكون في الذهن منفذا واحداَ من منافذها الكثيرة إلى النفس , لا منفذها المفرد الوحيد."[11]

12) التصوير حياة متصلة تُنقل من المصدر إلى المتلقي في وسطٍ حيّ "...الحياة التي تنقل الأثر من الحس إلى أعماق النفس , لأنّها تنتقل من كائن حيّ , إلى كائن حيّ , في وسط حيّ , فتتغلغل في أعماق الضمير من خلال التعبير والتصوير"[12]

عاشرا : الصورة في التراث العربي القديم

الخلاف ليس في وجود الصورة في التراث العربي القديم لأنّ الشعر قائم عليها ولا تخلو قصيدة قديمة ولا جديدة من التصوير ...إنّما الخلاف في اكتشاف ظاهرة التصوير كأساس لنقد النصوص الأدبية والمفاضلة بينها أو كأساس لإبراز ما وراء المعاني من ظلال وصورٍ

وينبغي ها هنا التفريق بين المصطلح وبين تطبيقاته فأمّا المصطلح فلم يكن معروفا لحداثته ولأنّ النقد القديم كان إذا تحدث "عن الشكل في الشعر لا يتحدث عنه بوصفه شيئا مكتملا " أي أنّه كان متوجها لجزئيات الصورة لا لعمومها وكلّها ولم يكتشفوا الرابط بين هذه الجزئيات (النغم , الاستعارة , التشبيه , إيحاء الألفاظ , سعة المعنى , التضمين ....) ولكن هذا لم يمنع من تداول الأدباء والنقاد مصطلح الصورة لا بمعناه المحدّد المضبوط والمعروف اليوم ولكن بمعانٍ جزئية أو بمعانٍ قريبة منه هذا على رأي جمهور الدارسين والباحثين المعاصرين وإن كان بعضهم يرى أنّ الصورة إنتاج غربي معاصر ولا أثر لها ولا وجود لا من حيث المصطلح ولا من حيث المعنى والتطبيق في التراث العربي القديم ...[13]

وسنكتفي في هذا المطلب بإيراد نصوص قديمة فيها التصريح بلفظ التصوير أو الصورة لا بمعناه الدقيق الذي اصطلح عليه القوم اليوم ولكن بمعانٍ قريبة منه , أو على الأقلّ فيها إشارة إلى معاني التصوير وتطبيقاته .

ولنبدأ برائد البلاغة وقطبها الأوّل الجاحظ (255هـ)عليه رحمة الله :

ü يقول في نصّه المشهور الذي أورده في محفل الردّ على من استحسن شيئا من الشعر لمعناه رغم سوء لفظه[14] : (المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي, وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخير اللفظ وسهولة المخرج وكثرة الماء, وفي صحة الطبع وجودة السبك فإنما الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير) فهذا النصّ يعدّه بعض الدارسين حديثا صريحا عن التصوير ومكانته في الشعر فهو يجعله ويعتبره معيارا للتنافس بين الشعراء والتفاضل بينهم ... فقوله (الشعر صناعة وضرب من النسج وجنس من التصوير) توكيداتٌ يشرح بها المصطلحات المتقدمة (إقامة الوزن , تخيّر اللّفظ , سهولة المخرج , كثرة الماء , صحّة الطبع , جودة السبك ) وجلّ هذه المصطلحات إنّما هي بعض عناصر التصوير وبخاصة إقامة الوزن الذي يقصد به النغم و"موسيقى" الألفاظ التي يوقعها تجانس الكلم . وكثرة الماء "وهو مصطلح يدور كثيرا في الكتب النقدية والبلاغية القديمة , فإذا توفّر في النصّ جعل القارئُ يتلقاه بقبولٍ حسنٍ تاركا تأثيره في الوجدان"

ü ويقول قدامة بن جعفر (337هـ) : (ومما يوجب تقدمته وتوسيده – قبل ما أريد أن أتكلم فيه- أن المعاني كلها معرضة للشاعر،وله أن يتكلم منها في ما أحب وآثر من غير أن يُحظر عليه معنى يروم الكلام فيه، وإذا كانت المعاني للشعر بمنزلة المادة الموضوعة والشعر فيها كالصورة كما يوجد في كل صناعة من أنه لا بد فيها من شيء موضوع يقبل تأثير الصور منها: مثل الخشب للنجارة،والفضة للصياغة، وعلى الشاعر – إذا شرع في أي معنى كان من الرفعة والضعة، والرفث والنزاهة، والبزخ والقناعة، والمدح، وغير ذلك من المعاني الحميدة، أو الذميمة – أن يتوخى البلوغ من التجويد في ذلك إلى الغاية المطلوبة) يعلّق الأستاذ إبراهيم أمين الزرزموني على هذا النصّ بقوله : وهنا نجد أن قدامة بن جعفر يتقدم عن التصوير الجاحظي – وإن كان قد تأثر به - خطوة جديدة؛ فلقد كان كلامه أدخل في باب التصوير من رأي الجاحظ فيه؛ فقد جعل للشعر مادة، وهي المعاني، وصورة،وهي الصياغة اللفظية، والتجويد في الصناعة، "فلقد تناول قدامة مقومات الصورة في الشعر، ولم يكتف في هذا التناول بصحة اللفظ والتركيب، وسلامة الوزن، واتساق القافية مما يُعد أموراً جوهرية لبناء هيكل الشعر، بل وقف عند مسائل عرضية تُعد مظهر اقتدار الشاعر على الابتكار والإبداع"[15] فالصورة – طبقاً لتحديد قدامة – " الوسيلة، أو السبيل لتشكيل المادة وصوغها، شأنها في ذلك شأن غيرها من الصناعات، وهي – أيضاً – نقل حرفي للمادة الموضوعة، المعنى يحسنها ويظهرها حلية تؤكد براعة الصانع000"[16] اهـ

ü واستمر هذا المصطلح يتطوّر شيئا فشيئا على يد البلاغيين والنقاد[17] مقتربا بذلك نحو المعنى الاصطلاحي الحديث إلى أن بلغ أوجّ ذلك على يد شيخ البلاغيين عبد القاهر الجرجاني (474هـ) حتى أنّ الدكتور كمال أبو ديب صاحب الدراسات والبحوث الكثيرة في مجال الصورة والتصوير قد خصّ أطروحته للدكتوراة في جامعة أكسفورد لدراسة الصورة الشعرية عند عبد القاهر الجرجاني . ومن نصوص هذا البلاغي الفذّ قوله : (ومن الفضيلة الجامعة فيها أنها تبرز هذا البيان في صورة مستجدة تزيد قدره نبلاً, وتوجب له بعد الفضل فضلاً...)[18] ومن أقواله أيضا : (فالتمثيل إذا جاء في أعقاب المعاني أو أُبرزتْ هي باختصار في معرضه, ونقلت عن صورها الأصلية إلى صورته كساها أبهة وكسبها منقبة, ورفع من أقدارها وشب من نارها وضاعف قواها في تحريك النفوس ودعا القلوب إليها واستثار لها أقاصي الأفئدة صبابة وكلفاً, وقسر الطباع على أن تعطيها محبة وشغفاً..[19]) وقوله : (واعلم أن قولنا (الصورة) إنما هو تمثيل وقياس لما نعلمه بعقولنا على الذي نراه بأبصارنا، فلما رأينا البينونة بين آحاد الأجناس تكون من جهة الصورة فكان بين إنسان من إنسان، وفرس من فرس بخصوصية تكون في صورة ذاك، وليست العبارة عن ذلك بالصورة شيئاً نحن ابتدأناه فينكره منكر، بل هو مستعمل في كلام العلماء، ويكفيك قول الجاحظ: وإنما الشعر صناعة، وضرب من التصوير )[20] يقول الأستاذ الولي محمد معلقا على إضافات الجرجاني في مبحث الصورة : (قد يرتفع هذا الحس إلى مراقي الوعي النظري الذي يسعى إلى الكشف عن هذه الأدوات التعبيرية عن قانون عام ينظمها، لقد تحققت هذه الصحوة عند عبد القاهر الجرجاني في كتابيه أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز0 لقد أدرك هذا البلاغي الفذ أن الشعرية، أو البلاغة تتحقق بفضل التصوير الذي يعترض المعنى، هذا التصوير أو "وجوه الدلالة على الغرض" هو مجموع الأدوات التصويرية البيانية من تشبيه وتمثيل واستعارة وكناية، وهذا ما يختصره الجرجاني في عبارته التي يتحدث فيها عن القدماء وفهمهم للصورة "إنهم لا يعنون بحسن العبارة مجرد اللفظ، ولكن صورة وصفة وخصوصية تحدث في المعنى" إن هذا الموضوع عينه الذي يحدده المعاصرون تحت تسمية "صورة"...)[21]ويقول كذلك (لقد أنجز عبد القاهر الجرجاني قفزة نوعية في مجال التنظير للصورة الشعرية)[22]

والخلاصة أن يقال أنّ القدماء تناولوا موضوع الصورة باللفظ أحيانا وبالمعنى أحيانا أخرى وكثيرا ما كانوا يطلقون على بعض أجزاء التصوير المعروفة عند المعاصرين مسمى الصورة

إحدى عشرة: الصورة في الدراسات النقدية المعاصرة

يمكننا تصنيف وتقسيم هذه الدراسات إلى مجموعتين المجموعة الأولى تناولت الجانب النظري والمجموعة الثانية اختصت في تطبيقات نظرية التصوير على النصوص الأدبية , الشعر على وجه الخصوص يضاف إلى هاتين المجموعتين الكم لهائل من الأبحاث في أبواب وفصول بطون الكتب الأدبية والبلاغية والنقدية ....

أولا : الدراسات النظرية للصورة الفنية

1) مصطفى ناصف , الصورة الأدبية , طبعته أوّل مرة دار مصر للطباعة سنة 1958 ولعل أهمّ ما يميز هذه الدراسة أنّها أوّل بحث أكاديمي اعتمد صاحبه فيه على المناهج الغربية وتأثر بنظرتهم للصورة الفنية ولهذا تراه ينكر إثبات القدماء للصورة الفنية وينفي عنهم كلّ فضل ومزية في مجال التصوير بحجة أنّ النقد العربي القديم لم يعرف الاحتفال بالقوة النفسية ذات الشأن في إنتاج الشعر وأن النقد العربي أهمل الحديث عن الخيال ...وقد علّق عليه الأستاذ جابر عصفور في الصورة الفنية في التراث النقدي البلاغي ص9 أنّ هذه الدراسة "لم تبذل جهدها في تأمّل المفاهيم القديمة للصورة ومناقشتها و فتركت معالجة نظرية الخيال في الموروث..."

2) محمد غنيمي هلال , النقد الأدبي الحديث , دار نهضة مصر, القاهرة [د.ت] وله أيضا : دراسات ومناهج في مذاهب الشعر ونقده , دار نهضة مصر القاهرة [د.ت] وقد تعرّض الباحث في كتبه لطبيعة الصورة وعلاقتها بتجربة الشاعر كما تحدث عن فلسفة الصورة في المذاهب الأدبية الغربية المعاصرة ومن أرائه المنتقدة زعمه أنّ النظرة القديمة للخيال كانت عقبة في سبيل فهم الصورة لأنّهم ــ أي القدماء ــ لم يفرقوا بين الوهم والخيال ...

3) جابر أحمد عصفور, الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي , دار الثقافة للطباعة والنشر القاهرة 1974م [23]

4) كمال أبو ديب , نظرية عبد القاهر الجرجاني في الصورة الفنية , رسالة دكتوراة من جامعة الصربون . وله أيضا: جدلية الخفاء والتجلي , دار العلوم للملايين بيروت الطبعة الثانية 1984م

5) كمال حسن بصير, بناء الصورة في البيان العربي , مطبعة المجمع العلمي العراقي , بغداد 1987م

6) عبد القادر الرباعي , الصورة الفنية في النقد الشعري , دار العلوم للطباعة , الرياض 1984م وله أيضا: دراسات حديثة في الصورة الشعرية تاريخا ومنهجا , مقال نشره النادي الأدبي , جدة 1994م [24]

7) علي علي صبح , الصورة الأدبية تاريخ ونقد , دار إحياء الكتب العربية , القاهرة [د.ت] [25]

8) محمد حسن عبد الله , الصورة والبناء الشعري , دار المعارف مصر [د.ت]

9) نعيم حسن اليافي , مقدمة لدراسة الصورة الفنية , منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي , دمشق 1982م وله أيضا: تطوّر الصورة الفنية في الشعر العربي , منشورات إتحاد كتاب العرب دمشق 1983م

10) حسن عجب الدور, الصورة الفنية معيارا نقديا وعلى هذا البحث اعتمدت في كتابة هذا الفصل [26]

11) إبراهيم أمين الزرزموني , غواية الصورة الفنية المفاهيم والمعالم قديما وحديثا [27] وهو ثاني بحث اعتمدت عليه في صياغة وكتابة هذا الفصل كما تقدم بيانه وذكره ...

12) أحمد بسام الساعي , الصورة بين البلاغة والنقد , دار المنارة عمان 1984م

13) عبد الإله الصائغ , الصورة الفنية معيارا نقديا , دار القائدي ليبيا [د.ت]

14) الولي محمد , الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي النقدي , المركز الثقافي بيروت 1990م

15) محمد إبراهيم شادي , الصورة بين القدماء والمحدثين , مطبعة السعادة القاهرة 1991م

ثانيا : الدراسات التطبيقية للصورة الفنية

وهي كثيرة جدّا يصعب تتبعها وتعدادها لكن من أشهرها وأهمّها ما يلي:

1) بشرى موسى صالح , الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث , المركز الثقافي العربي بيروت 1994م

2) نصرت عبد الرحمن , الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث , مكتبة الأقصى عمان الطبعة الثانية 1989 م

3) عبد الإله الصائغ , الصورة الفنية في شعر الشريف الرضي , وزارة الثقافة والإعلام بغداد 1984م . وله أيضا: الخطاب الإبداعي الجاهلي والصورة الفنية , المركز الثقافي العربي بيروت 1997م . وله أيضا: الخطاب الشعري الحداثوي والصورة الفنية , المركز الثقافي العربي بيروت 1999م

4) عبير عليوة إبراهيم , الصورة الفنية في شعر حسان بن ثابت , رسالة مجيستير , كلية الآداب جامعة الزقازيق مصر 1990م

5) ريتا عوض , بنية القصيدة الجاهلية , الصورة الشعرية لدى امرئ القيس , دار الآداب بيروت 1992م

6) علي البطل , الصورة في الشعر العربي حتى أواخر القرن الثاني الهجري , دار الأندلس بيروت الطبعة الثانية 1981م

7) عبد الفتاح صالح نافع , الصورة الفنية في شعر زهير بن أبي سلمى . وله أيضا: الصورة الفنية في شعر بشار

8) علي أبي زيد , الصورة الفنية في شعر دعبل بن علي الخزاعي

9) ساسين عسّاف , الصورة الشعرية ونماذجها في إبداع أبي نواس

داود سلوم , الصورة الفنية في شعر عرابة اليماني


[1] أهمّ مرجعين اعتمدت عليهما في صياغة وكتابة هذا الفصل هما الصورة الفنية معيارا نقديا للأستاذ حسن عجب الدور حسن , وغواية الصورة الفنية المفاهيم والمعالم قديما وحديثا للأستاذ إبراهيم أمين الزرزموني

[2] ابن فارس؛ معجم المقاييس في اللغة , دار الفكر لبنان , كتاب الصاد باب الصاد والواو وما يثلثهما ص580

ابن فاري؛ مجمل اللغة , دار الفكر 1994م 1414هـ ,ص 419

الزمخشري؛ أساس البلاغة دار الفكر 2006م 1427هـ , مادة (ص و ر) ص364

زين الدين محمد بن أبي بكر الرازي؛ مختار الصحاح , مؤسسة الرسالة 1994م 1414هـ ص373

الفيومي ؛ المصباح المنير , مكتبة لبنان 1990م , ص134

[3] الزمخشري ؛ الكشاف 4\482 . أبو السعود ؛ إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم , تحقيق عبد القادر أحمد عطا , مكتبة الرياض الحديثة , الرياض 2\325 . ابن كثير ؛ تفسير القرآن العظيم , دار الفكر بيروت 1401هـ 4\45 ,1\46 ,4\482

[4] إبراهيم أمين الزرزموني ؛ الصورة الفنية في شعر علي الجارم , دار قباء للطباعة , القاهرة الطبعة الأولى 2000م ص91

[5] علي علي صبح ؛ الصورة الأدبية تاريخ ونقد و دار إحياء الكتب العربية و القاهرة (د.ت) ص5

[6] التعريفان الأخيران منسوبان للشيخ عبد القاهر الجرجاني الأوّل

[7] كمال حسن بصير ؛ بيان الصورة الفنية في البيان العربي , مطبعة المجمع العلمي العراقي بغداد 1989م ص170

[8] ولهذا السبب قلنا في محفل حديثنا عن مختلف التعريفات الاصطلاحية للتصوير الفني أنّنا نعتمد منها ما يوافق نظرة سيد قطب وهي المتعلقة بالجانب الحسي التخييلي

[9] الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي ؛ سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد , دار القلم دمشق بالاشتراك مع الدار الشامية بيروت , الطبعة الثانية 1414هـ 1994م , ص537

[10] سنعود للحديث عن سيد قطب والمراحل التي مرت بها نظرية التصوير الفني في القرآن الكريم ....في الفصل الثاني من هذه المحاولة.

[11] سيد قطب , التصوير الفني في القرآن , دار الشروق القاهرة , ط19 ــ 2002م 1423هـ , ص242

[12] المصدر نفسه ص 251

[13] يقود هذا الاتجاه صاحب أوّل دراسة أكاديمية للصورة مصطفى ناصف الذي أنكر جهود القدماء وأنكر أن يكونوا قد عرفوا الصورة الفنية محتجا بكون (النقد العربي القديم لا يعرف الاحتفال بالقوة النفسية ذات الشأن في إنتاج الشعر) الصورة الأدبية , دار الأندلس , ط3 , 1984 م ص9 وممّن قال بهذ القول وأخذ به كذلك نصرت عبد الرحمن في (الصورة الفنية في الشعر الجاهلي في ضوء النقد الحديث , مكتبة الأقصى , عمان ط2 , 1982 م ص12 . كمال أبو ديب , جدلية الخفاء والتجلي , دار العلم للملايين بيروت ط3 , 1984م ص19 . أحمد بسام ساعي , الصورة بين البلاغة والنقد , دار المنارة عمان , ط1 , 1984م ص21

[14] بلغ الجاحظ أنّ أبا عمرو الشيباني استحسن بيتين من الشعر لمعناهما مع سوء عبارتهما فعلّق الجاحظ عليه بهذه المقولة الشهيرة

[15] انظر : بدوي طبانة , قدامة بن جعفر والنقد الأدبي , الأنجلو المصرية القاهرة , ط3 , 1969م ث342

[16] انظر : بشرى موسى صالح , الصورة الشعرية في النقد العربي الحديث , المركز الثقافي العربي , بيروت ط1 سنة 1994م ص22

[17] لمن أراد التفصيل والمزيد لينظر في المصادر والمراجع التالية :

· أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب (291هـ) , قواعد الشعر , تحقيق د. رمضان عبد التواب , دار المعارف القاهرة ط1 ص37 وص 67

· محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي (322م) , عيار الشعر , تحقيق وتعليق د.طه الجابري ود. محمد زغلول سلام , المكتبة التجارية الكبرى , القاهرة 1956م , ص8 وص15

· أبو هلال العسكري (398هـ) , الصناعتين , دار إحياء الكتب العربية مصر 1371هـ 1952م ص10 , 58, 240 , 241

· ابن رشيق القيرواني (465هـ) , العمدة في صناعة الشعر ونقده , مطبعة السعادة القاهرة 1963 م ص124 , 140, 151

· حازم القرطاجني (648هـ) , منهاج البلغاء وسراج الأدباء , تحقيق محمد الحبيب بن الخوجة , دار الكتب الشرقية , تونس1966م ص 18, 21 , 89 , 104 , 111...

[18] عبد القاهر الجرجاني , أسرار البلاغة , تحقيق هـ . ريتر , مكتبة المتنبي , القاهرة ط2 سنة 1979م ص41

[19] المصدر السابق ص101

[20] عبد القاهر الجرجاني , دلائل الإعجاز , تحقيق محمود محمد شاكر , مطبعة المدني القاهرة , ودار المدني بجدة ط3 سنة 1992م ص508

[21] الولي محمد , الصورة الشعرية في الخطاب البلاغي والنقدي , المركز الثقافي العربي بيروت , ط1 سنة 1990م ص293

[22] المرجع نفسه ص54

[23] وللكاتب أيضا دراسة تطبيقية : الصورة الفنية عند شعراء الإحياء في مصر

[24] وللكاتب دراسة تطبيقية بعنوان : الصورة الفنية في شعر أبي تمام , المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت الطبعة الثانية 1999م وقد تأثر فيها بالكاتبة كارولاين إيسبيرجن ودراستها الرائدة عن الصورة الفنية عند شيكسبير

[25] ومن دراساته التطبيقية : البناء الفني للصورة الأدبية عند ابن الرومي . المكتبة الأزهرية للتراث القاهرة الطبعة الثانية 1996م

[26] وللكاتب دراسة تطبيقية بعنوان : الصورة الفنية في الشعر الصوفي إبّان القرنين الثالث والرابع الهجريين

[27] ومن دراساته التطبيقية : الصورة الفنية في شعر علي الجارم , دار قباء للطباعة القاهرة 2000م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق